كانت الفتيات يتطلعن قدمًا إلى حفلة التخرّج في المدرسة (school prom)، وهي حفلة راقصة لطلاب الصف النهائي تعتبر بمثابة طقوس انتقال للكثير من المراهقين الأميركيين إلى الجامعة أو لبدء مسيرتهم المهنية.
قالت سراهي سانشيز، الطالبة في مدرسة ساميت الثانوية في فونتانا بولاية كاليفورنيا إنها لمست هي وصديقاتها تمامًا وجود “فرصة للقيام بشيء جيد.”
أرادت هذه المجموعة من الأصدقاء في مدرسة ساميت الثانوية ترشيح صديقتهن المسلمة، ظريفة شَلبي، للقب ملكة حفلة التخرّج، وهذا شرف غالبًا ما يُمنح لمشجّعات الفرق الرياضية المتنافسة، الحائزات على الشعبية من خلال تصويت الخريجين. وظريفة، المسلمة المتديّنة، هي واحدة من الفتيات القليلات اللواتي يرتدين الحجاب، بين طالبات مدرسة ساميت الثانوية الـ2000. كما أنها ليست من نوع الطالبات اللواتي يذهبن إلى الحفلات ويعرفن الجميع.
لكن مدرسة البنات لا تبعد سوى مسافة عدة أميال عن مدينة سان برناردينو، حيث وقع هجوم إرهابي في كانون الأول/ديسمبر 2015. وكانت صورتا المشتبه بهما– إحداهما صورة لشابة ترتدي الحجاب– تعرض في نشرات الأخبار باستمرار خلال فصل الشتاء. وكانت ظريفة خائفة من حصول ردة فعل ضد المسلمين.
وهذا ما جعل صديقاتها ينتهزن فكرة ترشيحها لملكة حفلة التخرّج، لتبديد خوفها. وفي يوم التصويت، ارتدت العديدات من الفتيات الحجاب لإظهار دعمهن لها.
قالت سراهي “كانت هذه وسيلة لنثبت أنه ليست لدينا مشاكل مع أعمال الاستئساد أو العنصرية.”
ومن جهتها، لم تكن ظريفة متأكدة حتى بأنه سيُسمح لها بحضور حفلة التخرّج. فقد نشأت في كنف أسرة محافظة، وكانت ترفض دائمًا الدعوات إلى الحفلات، أو قضاء الليل خارج المنزل وحضور الحفلات الراقصة. ولكن بعد ترشيحها لملكة حفلة التخرّج، استطاعت إقناع والدتها بإعطائها إذنًا بالمشاركة. تردّدت والدتها في بادئ الأمر، واستشارت عماتها وأعمامها قبل الموافقة أخيرًا على أن بإمكان ظريفة حضور حفلة التخرّج برفقة العديد من الصديقات.
قالت والدتها “لم يكن لديّ أية فكرة عن مدى ما تكنّه لها المدرسة من احترام ومحبة.”
واستعدادًا لليلتها الكبرى، ارتدت ظريفة ثوبًا طويلاً فضفاضًا بأكمام طويلة واسعة، استعارته من صديقة للعائلة، وحجابًا ذهبيًا مطرزًا بالخرز من مجموعة حجابات جدتها.
انتقلت ظريفة وصديقاتها بحافلة المدرسة إلى مبنى دوروثي تشاندلر في لوس أنجلوس، حيث كانت ستقام حفلة التخرّج. وعند الإعلان عن فوزها بلقب ملكة حفلة التخرّج، اهتزّ المبنى بصراخ الاستحسان. تتذكر ظريفة بأن “الجميع كانوا يصرخون بأعلى أصواتهم، وأذهلني ذلك صراحة “.
وعبرت صديقتها سافانا سميث عن فرحتها قائلةً “شعرنا جميعًا بأننا فزنا.”